هل العادة السرية تبطل الصيام للرجال

هل العادة السرية تبطل الصيام للرجال

من الضروري جدًا معرفة إجابة هل العادة السرية تبطل الصيام للرجال أم لا؟ نظرًا لوجود العديد من الأقاويل والآراء بهذا الخصوص.. والأمر كذلك بالنسبة للفتيات والسيدات؛ لذا سنسلط الضوء على الحكم الصحيح بهذا الخصوص في السطور القادمة.

هل العادة السرية تبطل الصيام للرجال؟ يُبطل الصيام إن نزل المني
هل العادة السرية تبطل صيام التطوع؟ إن تبعه نزول المني فسد الصوم
حكم الاستمناء باليد للفتيات محرم عند جمهور الفقهاء ويلزم الاستغفار

هل العادة السرية تبطل الصيام؟

هل العادة السرية تبطل الصيام

من المتعارف عليه أن جمهور الفقهاء يرفضون تلك العادة من الأساس.. لأنها تجعل الفرد يعدل عن قرار الزواج، ويحصل على قدر كبير من المتعة الجنسية تشبه إلى حدٍ ما المتعة التي يحصل عليها من الجماع.

لكن فيما يتعلق بمسألة أن العادة لسرية تبطل الصيام بالنسبة إلى الرجال أم لا.. فقد اختلف حولها العديد من الفقهاء، وإليك أهم ما ورد بهذا الشأن في الآتي:

  1. يقول الرأي الأول وهو المتفق عليه بالنسبة إلى جمهور الفقهاء.. أن العادة السرية بالنسبة إلى الرجال يمكنها أن تكون السبب في الإفطار؛ لأنها تُعد انتهاكًا لحرمة نهار الشهر الكريم.. لذا فمن خرج منه المني فعليه إعادة صيام هذا اليوم في يوم آخر، ولكن يجب الامتناع كذلك عن تناول الطعام والشراب إلى نهاية اليوم.
  2. الرأي الآخر يشير إلى أنه يجب على من قام بهذا الفعل التوبة والامتناع عنه.. في حال إن لم يخرج منه المني، وبذلك فقد يكون صيامه صحيحًا ولا حرج عليه في استكمال اليوم الذي بدأ فيه.
  3. وفقًا لما ورد عن دار الإفتاء.. فإنه يجوز الصيام إن خرج المني بسبب النظر إلى صورة على سبيل المثال دون لمس العضو الذكري، ولكن في تلك الحالة يتوجب على الفرد الاستغفار والتوبة إلى الله -تعالى- وعدم الإفطار.

اقرأ أيضًا: حكم العادة السرية في الإسلام

أحاديث عن حرمانية العادة السرية

أحاديث نبوية عن حرمانية العادة السرية

إليك بعض الأحاديث النبوية الشريفة.. التي من خلالها ستسنى لك إمكانية التمييز بين مدى حرمانية ممارسة العادة السرية، وبين كونها من الأفعال المشروعة في الدين الإسلامي:

  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال.. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “خلوفُ فمِ الصَّائمِ أطيبُ عند اللهِ عزَّ وجلَّ من ريحِ المسكِ قال ربُّكم عزَّ وجلَّ عبدي ترك شهوتَه وطعامَه وشرابَه ابتغاءَ مرضاتي والصَّومُ لي وأنا أجزي به“. صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال.. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا، إلى سَبْع مِائَة ضِعْفٍ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إلَّا الصَّوْمَ؛ فإنَّه لي، وَأَنَا أَجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِن أَجْلِي. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ. وَلَخُلُوفُ فيه أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِن رِيحِ المِسْكِ. صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

حكم قراءة القرآن عقب استمناء الرجل

حكم قراءة القرآن عقب استمناء الرجل

من المفترض على الرجال التطهر عقب الانتهاء من إنزال السائل المنوي أو المني كما يشير له البعض.. لذا فلا يجوز له مس المصحف الشريف في حال أن كان غير طاهرًا، والأمر كذلك ينطبق على الوضوء.

إذ أن إنزال المني يُبطل الوضوء.. ولا يجوز الصلاة بعده، وبعض العلماء والفقهاء يشيرون بهذا الخصوص إلى أن هذا الأمر يشبه بنسبة كبيرة الجنابة لدى السيدات.. والتي من المفترض أن يتم فيها التطهر والاغتسال لا محالة.

تجدر الإشارة إلى أنه في حال أن كان السائل النابع من جسد الرجل هو المذي.. فيمكنه الاكتفاء فقط بالتطهر والوضوء ولا حاجة في تلك الحالة إلى الاغتسال الكامل؛ واستندوا في هذا الرأي على أن المذي يعد من السوائل الطاهرة التي يمكنها أن تخرج من الجسم دون وعي.

على عكس المني الذي يتطلب ضرورة استثارة العضو الذكري التناسلي ليتم إنزاله.. لذا فالأخير يحتاج بلا شك إلى الاغتسال الكامل والاستغفار والتوبة النصوحة إلى الله -عز وجل-، وينبغي فيه الابتعاد عن كل مثيرات الشهوة التي تحيط بالإنسان.

إلى جانب ذلك فمن المقرر الاغتسال قبل الصلاة وعقب ممارسة العادة السرية التي يترتب عليها قذف المني.. لأنك في تلك الحالة لن تكن طاهرًا، والصلاة من العبادات القائمة في الأساس على التطهر.

اقرأ أيضًا: هل العادة السرية تؤثر على المبايض

الكفارة والعادة السرية في رمضان للرجال

الكفارة والعادة السرية في رمضان للرجال

ورد رأي الفقهاء في هذا الشأن بأن ممارسة العادة السرية التي تقود إلى قذف السائل المنوي للرجال يعد من المفطرات.. لذا فينبغي على هذا الفرد إخراج الكفارة وإعادة صيام اليوم بأكمله لكي يكفر عن الذنب الذي انتهك من خلاله حرمة الشهر الكريم.

لذا فمن المفترض على هذا الفرد إطعام 60 مسكينًا.. بما يعادل الـ 750 جرام من الحنطة أو الخبز لكل مسكين على حِدة، وفي حال أن استمنى الفرد عن قصد في نهار رمضان فالأمر كذلك ينطبق عليه حتى وإن لم يعلم بضرورة إخراج الكفارة.

الجدير بالذكر أنه في حال أن تعمد الرجل الاستمناء.. ولكن أمسك على نفسه ولم يخرج منه المني بات صيامه صحيحًا لما تبقى من اليوم، ولكن من المستحب أن يقضيه مرة أخرى حتى لا يكون في نفسه ريبة بخصوص هذا الأمر.

اقرأ أيضًا: هل ممارسة العادة السرية تمزق غشاء البكارة

حكم العادة السرية في الدين الإسلامي

حكم العادة السرية في الدين الإسلامي

حرم الدين الإسلامي العادة السرية.. نظرًا لكونها من الأفعال التي باتت تهدد استقرار الحياة الزوجية، وإليكِ أهم آراء الفقهاء التي وردت بهذا الشأن في النقاط القادمة:

  1. اتباع المذهب المالكي : يرون بأنه من المحرم أن يقوم الرجل أو المرأة بالاستمناء.. سواء بالاعتماد على استخدام اليد أو أي أداة يمكنها أن تعاون على استثارة العضو التناسلي وخروج السائل من خلاله.
  2. رأي أصحاب الشافعية : يتفقون مع اتباع المذهب المالكي.. والأمر ذاته ينطبق على أغلب أصحاب المذهب الحنفي الذي يحرم الاستمناء شكلًا وموضوعًا.
  3. ابن تميمة : يرى بأن ممارسة العادة السرية تعد من بين المحرمات التي ينبغي التوبة والعدول عنها.. ولكن بعض اتباع هذا المذهب يرون بإباحة اللجوء لها عند الضرورة؛ خوفًا من الوقوع في الزنا الذي يعد من الكبائر.
  4. عمرو بن دينار : رأى أنه يجوز الاستمناء.. إذ أنه يرى أنه ليس من السيء الاستمناء وممارسة العادة السرية، سواء أن قام بها الرجل أو المرأة.
  5. ابن عباس : جاء عنه  أنه يفضل الزواج عن ممارسة العادة السرية.. ويفضل كذلك الاستمناء بدلًا من الوقوع في الزنا، أي أنه لا يرفض مبدأ ممارسة العادة السرية إلا في الضرورة القصوى.
  6. قال أحمد بن حنبل : أن المني هو إخراج الفضل من الجسد.. لذا فمن الجائز الاستمناء ولا حرج فيه.
  7. في مصنف عبد الرازق : ورد أن الاستمناء يجوز للمرأة والرجل على حدٍ سواء.. لأنهم من خلاله يستغنون عن الزنا.
  8. ابن حزم : يرى بأن الاستمناء أو ممارسة العادة السرية للرجال والنساء ليست من الأمور المحرمة.. ولكنها من الأمور المكروهة في الدين الإسلامي.

مع غلاء الأسعار وفقدان القدرة على الزواج والاستقرار.. يلجأ الشباب إلى التساؤل هل العادة السرية تبطل الصيام للرجال؟ نظرًا لأنها باتت من بين الظواهر المنتشرة في مختلف المجتمعات.. وقد وردت العديد من الآراء الفقهية بخصوصها.

إغلاق