ما المقصود بالليالي العشر وما هو أوائل ذي الحجة
ما المقصود بالليالي العشر وما هو أوائل ذي الحجة؟ وما فضل العشر الأوائل من ذي الحجة؟ وما الأدلة على ذلك من القرآن والسنة؟ فقد منحنا الله الكثير من الفضل في أيام مباركة يُمكن للمسلم اغتنامها في التعبد والطاعات ليغفر الله ما تقدم وما تأخر من ذنوبه وخطاياه.. وجاءت تلك الليالي المباركة بالكثير من الفضائل.
المقصود بالليالي العشر
قال في سورة الفجر: “وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ” فكان قسمٌ من الله تعالى بتلك الأيام تأكيدًا على فضلها العظيم.. والليالي العشر من المرجح في قول الكثير من العلماء أنها أول عشر ليالي من ذي الحجة.. لذا في جواب سؤال ما المقصود بالليالي العشر نشير إلى أنهما شيئًا واحدًا.. وفيما يلي نقدم مزيدًا من التوضيح.
المقصود بالفجر في القسم الإلهي
نعلم أن الله أقسم بالفجر في قرآنه الكريم، وألحقه بالقسم بالليالي العشر.. أما عن الآراء المتباينة في تفسير معنى الفجر جاءت كما يلي:
أنه انفجار النهار من ظلمة الليل. |
أنه كل فجر من كل يوم في الليالي العشر. |
فجر ليلة النحر. |
فجر اليوم الأول من شهر محرم. |
يعني بها صلاة الفجر. |
لا يفوتك أيضًا: افضل 10 ادعية العشر الاوائل من ذي الحجة مكتوبة قصيرة
معنى وليال عشر
أما عن المقصود بالليالي العشر.. فتعددت الآراء أيضًا في بينها وجاءت كما يلي:
- الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان.
- الليالي العشر الأولى من محرم.
- الليالي العشر الأولى من شهر ذي الحجة.
على أن جموع العلماء اتفقوا أن أفضلها هي الليالي العشر الأولى من ذي الحجة، وهذا ما يُمكننا بيانه في الفقرات التالية.
فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة
علمنا إذًا ما المقصود بالليالي العشر وما هو أوائل ذي الحجة.. ونشير إلى أن الله منح المسلمين الكثير من الفضائل من خلال اغتنامهم الكثير من الطاعات والعبادات التي شرعها لتهذيب النفوس وتقويمها وإرشادها إلى الهدى، فلا يكون المؤمن إلا دؤوبًا على الطاعة لا يصيبه وهن أو كلل منها.
قال الله تعالى في سورة الحج:
“وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ” الآيات 27، 28
كما أن فضل الليال العشر من ذي الحجة تبين في حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
“ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذه، قالوا:ولا الجِهادُ؟ قالَ: ولا الجِهادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلَمْ يَرْجِعْ بشَيءٍ” (صحيح البخاري)..
وعن عائشة –رضي الله عنها- في حديث عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال:
“ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مَِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمُ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟”
(صحيح مسلم)، نورد في فضل الليالي العشر أوائل ذي الحجة ما يلي:
- قسم الله تعالى بها في القرآن يبين فضلها وشرفها.
- أسماها الله تعالى الأيام المعلومات.
- الأعمال الصالحة في تلك الأيام تكون من أحب الأعمال إلى الله تعالى مقارنة بالأيام الأخرى.
- يشترك في نيل فضلها الحجاج وغير الحجاج.
- تجتمع فيها أمهات العبادات.
- جعلها الله ميقاتًا للتقرب إليه.
- يعتبرها البعض أفضل من الليالي العشر الأخيرة من رمضان.. لأنها أيام كاملة.
- يُقام فيها الركن الخامس في الإسلام وهو الحج.
لا يفوتك أيضًا: أدعية العشر الأوائل من ذي الحجة مكتوبة مستجابة
أفضل أيام ذي الحجة
في جُملة فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة وبعد أن أوضحنا ما المقصود بالليالي العشر وما هو أوائل ذي الحجة نذكر أن هناك أيام على وجه الخصوص فيها لها خصائص منفردة تجعلها من أعظم الأيام عند الله تعالى، نذكرها فيما يلي:
يوم التروية | هو اليوم الثامن من ذي الحجة، تبدأ فيه أعمال الحجاج. |
يوم عرفة | اليوم التاسع من ذي الحجة، من مفاخر الإسلام، له من الفضائل أعظمها، يجعل الله من يقومونه من العباد من عتقائه من النار، ويتجاوز فيه عن خطاياهم. |
يوم النحر | هو اليوم العاشر من ذي الحجة، من أعظم أيام الدهر. |
ليلة جمع | ليلة المزدلفة، التي يقوم فيها الحجاج بالبيات في ليلة العاشر من ذي الحجة. |
العبادات في الأيام العشر
لمّا كان لتلك الأيام المباركة عظيم الفضل والثواب عند الله، فإنه يستحب القيام فيها بالأعمال الصالحة، ومنها:
ذكر الله تعالى | “لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28)” سورة الحج. |
الإكثار من الدعاء | قال رسول الله: “ ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ”. |
تأدية النوافل | الحديث القدسي: “وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ” (البخاري). |
ذبح الأضحية | ” مَن ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلاةِ تَمَّ نُسُكُهُ، وأَصابَ سُنَّةَ المُسْلِمِينَ” البخاري. |
التصدق لوجه الله تعالى | “مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11)” سورة الحديد. |
الصيام | “ وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَرَفَةَ، فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ. قالَ: وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَاشُورَاءَ، فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ” (صحيح مسلم). |
قيام الليل | “وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64)” سورة الفرقان. |
على أن يسعى المرء إلى التوبة الصادقة في تلك الأيام المباركة على ما اقترف من الذنوب والخطايا، وأن يطلب المغفرة من الله لعلّ دعائه يكون في ساعة استجابة فيقبله الله منه قبولًا حسنًا، تأكيدًا على قول الله تعالى:
“وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)” سورة النور.
لا يفوتك أيضًا: أعمال العشر الأوائل من ذي الحجة
حكم صيام العشر الأوائل من ذي الحجة
من المستحب صيام أول ثمانية أيام من ذي الحجة، من جملة القيام بالأعمال الصالحة في تلك الأيام، والتي من أجلّها الصوم، أما عن يوم عرفة وهو اليوم التاسع من ذي الحجة فإن صيامه سُنة عن النبيّ مؤكدة، كما أن صوم يوم عرفة يُكفر عامًا قبله وعامًا بعده، أما عن اليوم العاشر من ذي الحجة فإن صيامه حرام، لأنه يوم عيد الأضحى الأول.. وقد نهى الرسول عن الصيام في أيام العيد.
في حياة المسلمين بعض المواسم السنوية التي يجب أن يحرصون على الاستزادة فيها بالعبادة والطاعة بإرادة صادقة مخلصين لله تعالى.. ومن أجلّها العشر الأوائل من ذي الحجة