قصة وردت في أواخر سورة البقرة من خمس حروف

قصة وردت في أواخر سورة البقرة من خمس حروف

قصة وردت في أواخر سورة البقرة من خمس حروف تأتي من ضمن القصص القرآنية العطرة التي ذكرها الله في كتابه الشريف لتكمُن فيها العظة والهداية، ربما يكون من الأحرى أن نتخذ من تلك المعلومات القيّمة ألغازًا تُطرح على الصغار، حتى يتحصلون منها على ذخيرة تبقى معهم للكبر، لتنمية نشأتهم الدينية وتمسكهم بكلام الله.

قصة وردت في أواخر سورة البقرة

قصة وردت في أواخر سورة البقرة من خمس حروف

في آيات الله القرآنية جاءت الكثير من القصص التي نستشف منها العبر والعظات، يُلهمنا الله -سبحانه وتعالى- لتدبر معانيها الجليلة والحكمة من ورائها لنهتدي بها فيما نقابله ونعاصره، فالقرآن الكريم منهاج المسلم في كل زمان ومكان.

نعلمُ أن سورة البقرة هي الأطول في القرآن الكريم، فلا عجب من كونها تتناول أحداثًا وقصصًا كثيرة بين آياتها، منها ما أطنبت في سرده  قصة قوم موسى عليه السلام .

ومنها ما أوجزت في الإشارة إليه، كقصة جالوت وهي القصة التي وردت في أواخر سورة البقرة من خمس حروف.. فقد ذُكرت في الآيات التالية من 248 إلى 251.

لا يفوتك أيضًا: أواخر سورة البقرة

شرح قصة طالوت وجالوت من القرآن

قصة ردت في أواخر سورة البقرة من خمس حروف

علمنا أن قصة طالوت وجالوت هي القصة التي وردت في سورة البقرة في آخر آياتها، وكلٍ من أسماء الملكيين يتكون من خمسة أحرف، وقد جاءت الآيات على النحو التالي:

الآية 246: “أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ”.

الآية 247: “وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ”.

الآية 248: “وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ”.

الآية 249: “فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ”.

الآية 250: “وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”.

الآية 251: “فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ”.

لنا أن نستفيض في شرح آيات الله تعالى في القصة التي وردت في أواخر سورة البقرة على النحو التالي:

1- تنصيب طالوت ملكًا لبني إسرائيل

نعلمُ أن الله سبحانه وتعالى بعث إلى بني إسرائيل تابوت الميثاق، وهو ذلك الذي كان يجعلهم يهزمون أعدائهم بإذن الله، فقد جعل الله فيه السكينة والبقية مما ترك آل موسى وهارون عليهما السلام .

ولمّا ضاع منهم التابوت كان ذلك سببًا في تعرضهم إلى الضعف والهوان.. وسار بهم الحال حتى بعث الله فيهم نبيّ الله “شمويل بن بالي” وملكهم (طالوت)، ليكون لهم عزمًا وقوة أمام الملك الطاغي (جالوت).

طلب بنو إسرائيل من طالوت آية لهم حتى يصدقوا نبوته، فأرسل الله له عصا تكون مقياسًا للملك من بينهم، فإن الملك هو من يكون بطولها، وبالفعل لم يكن أحد بقياسها عدا طالوت، على الرغم من أنه لم يكن له من خصال الملوك ولا نسبهم .

فكانت مهنته أن يستسقي الماء على حمار له، ولما أنكر قوم بني إسرائيل الإقرار بنبوته، عززه الله وأيده وجعل التابوت بين يديه.. التابوت الذي فُقد من بني إسرائيل من غير حول منهم ولا قوة، لذا صدقه بنو إسرائيل.

لا يفوتك أيضًا: معجزات قيام الليل بسورة البقرة

2- ابتلاء الله لجنود طالوت

جاء في القصة التي وردت في أواخر سورة البقرة أن الملك طالوت خرج إلى ملاقاة العمالقة من جنود جالوت الملك الطاغي الظالم، وكان يبلغ جيشه 80 ألف مقاتل، وقد جعل الله لهم في نهر الأردن ابتلاء في شدة عطشهم أثناء سيرهم للقتال، والابتلاء ألا يشربوا منه إلا اغتراف غرفة باليد فقط.. ومن شرب كثيرًا لن يرتوي.

ليبقى مع طالوت ما يقرب من 4 آلاف مقاتل فقط، أي لم يصمد على الابتلاء 76 ألف مقاتل.. وعبر طالوت مع من تبقى معه نهر الأردن، وأخبر جنوده أن من يقتل جالوت ويقف على رأس المحاربين سوف يزوجه من ابنته، ويكون ملكًا من بعده.

وقد كان من جيش طالوت أبو داود عليه السلام ومعه أبنائه 13 وكان أصغرهم سيدنا داوود، ولمّا وصل طالوت بجنوده إلى أرض المعركة كان لهم الاختبار الثاني من الخالق، ففي ظل كثرة عدد جيش جالوت وطغيانه، استضعفوا وتراجعوا على خوف من ملاقاة الجيش الطاغي.

لا يفوتك أيضًا: فضل قراءة سورة البقرة

3- نصرة طالوت على جالوت

ما بقي مع طالوت إلا قلة قليلة من جنوده، تلك الفئة التي تمسكت بما قيل في كتاب الله تعالى: “كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً” فتمسكوا بقوة إيمانهم وصبروا على المحنة و استغاثوا بالله تعالى وطلبوا منه -عز وجل- تثبيت أقدامهم لتحقيق النصر على القوم الكافرين.

كان لداوود نفحات ربانية من صغره، فهو من يسمع تسبيح الجبال للخالق، ولم يكن نبيًا ولا ملكًا، إنما كان له النصيب من البسالة والشجاعة والتأييد من الله سبحانه وتعالى .

وجعل الله فيه الخيرة لقتال جالوت، فقد سدد في عينيه قذفة أودت بحياته، واستمر الحال مع جنود الطاغية حتى تبددوا، وكتب الله النصر لطالوت ومن معه بفضل داوود عليه السلام.

كانت العبرة من تلك القصة لبني إسرائيل أن يسلموا بأمر الله وإرادته، الذي إن أراد شيئًا يقول له كن فيكون، فقد آتى داوود الحكمة والقوة وجعل في قبضته رغم صغره سببًا في مقتل أكثر الملوك الجبابرة بجيشه الكبير، الذي ظنّ بنو إسرائيل أنهم لا طاقة لهم لمواجهته.. فأوتي العلم من بعد طالوت.

لمّا انقطع نسل الأنبياء على قوم بني إسرائيل أرسل الله لهم الملوك حكامًا.. منهم من كانوا جبارين طاغين أشاعوا في الأرض فسادًا وظُلمًا ومنهم جالوت.

إغلاق