عدد أبناء النبي محمد صلى الله عليه وسلم

عدد أبناء النبي محمد صلى الله عليه وسلم

كم عدد أبناء النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ وهل توارثت النبوة؟ جاء النبي وترك أثرًا كبيرًا في نفوس المسلمين، ومظاهر محبتهم وتعظيمُه كانت كثيرة، واِتبعه ملايين المُسلمين، عدد لا يُحصى، ولم يترك النبي هذا الأثر فقط بل وأبنائُه.

أبناء النبي محمد

أبناء النبي محمد صلى الله عليه وسلم

أُرسل الله تعالى النبي للدعوة إلى الدين، وإقناع الناس بأن الله وحدُه هو فقط الأحق بالعبادة، ولا يجوز أن يُشرك معه أحد.. وقد أرسل للناس كافة دون تمييز للبعض.

خلال مسيرة النبي في نشر الدعوة كان عليه أن يُقيم الفطرة التي شرعها الله تعالى للأناس لتعفُه من الوقوع في الكبائر على الرغم من أن النبي لم يكُن كذلك.

كما كانت الحكمة استمرار النسل وعُمران الأرض، فتزوج النبي إحدى عشرة زوجة، وأنجب سبعة أبناء من السيدة خديجة وماريا القبطية فقط.

أولًا: أبناء النبي من الذكور

منّ الله تعالى على النبي بثلاثة ذكور، على الرغم من وفاتِهم في صغرهم، إلا أن النبي قد تعلق بهم كثيرًا، وكان راضيًا بقضاء الله.

لا يفوتك أيضًا: اسم النبي محمد كامل

1- القاسم بن محمد

هو القاسم بن محمد بن عبد الله، أول ابن للنبي من السيدة خديجة رضي الله عنه، وكعادة العرب كان يُكنى النبي به فيقولون: “يا أبا القاسم، يا أبو القاسم”.

ولد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن استرد الله أمانته وهو صغيرًا، فلم يستكمل رضاعته للنهاية، فيُقال إنه توفى عندما أصبح عامين، وآخر يقول مات عندما عاش 17 شهر.

كان القاسم هو الوليد الأول الذي توفاه الله للنبي، وفي وفاته كان ألم شديد، استدلالًا لِما ورد في مسند الفريابي عندما دخل النبي على السيدة خديجة وكانت تبكي، فقالت:

يا رَسُول اللهِ دَرّتْ لُبَيْنَةُ القَاسم فلو كَان عَاش حتى يَستكمل رَضَاعَه لَهوّن عَليّ“، رد قائلًا: “إنّ لَه مُرضِعًا في الجنّة تستكملُ رَضَاعَتهُ»، قَالَ: “إن شِئْت أَسَمِعْتك صوته في الجنّة“، فقالت: “بل أُصدّق اللهَ ورسوله”.

2- عبد الله بن محمد

إنه الابن الثاني من أبناء النبي محمد صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة، قيل إنه ولِد بعد البعثة، وبيد أنه جاء بعد النبوة فقد لُقب بالطاهر والطيب.. وسُمي على اسم أبا نبي الله.

لكن لم ينتظر كثيرًا، فقد لاحق أخيه القاسم وتوفاه الله في عُمر صغير، ودُفن في منطقة الحجون، وفي وفاته العاص بن وائل السهمي عن النبي: قد انقطع ولده فهو أبتر“.

لهذا الأمر قد نزل في القرآن قوله تعالى: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ“.

3- إبراهيم بن محمد

منّ الله تعالى على النبي بوليد ذكر بعدما خسر أبنائُه الاثنين من السيدة خديجة، وهو الذكر الوحيد من غير السيدة خديجة.. فهو ابن مارية القبطية “جاريته عند أهل السنة والجماعة”.

وُلد إبراهيم في المدينة المنورة عام 8 هجريًا، ولم يعيش كثيرًا فقد توفى في الثامنة هجريًا عن عُمر 18 شهر، إلا أن ولادته كانت فريدة.

فحينما رزقه الله به سماه إبراهيم نسبةً إلى نبي الله إبراهيم -عليه السلام- أبو الأنبياء، فكان النبي فرحًا كثيرًا حتى تصدق بوزن شعره فضة للأناس، وفيه قال: وُلد لي الليلة غلام سمّيته باسم أبي إبراهيم“.

تنافست مُرضعات الأنصار على أيٍ منهُم سينال شرف رضاعته، وقد قيل إن خولة بنت المنذر هي أول من نالت هذا الشرف، لكنها انتقل بعد ذلك إلى أم سيف لتستكمل رضاعته.

كان النبي فرحًا كثيرًا به، وذهب به إلى نسائُه حتى يُقروا أعينهم به، كان يُداعبه ويتحدث معه، فاعتبره صديق له على الرغم من صِغر سنُه.

لكن أذن الله تعالى باسترداد أمانتهِ ومرض إبراهيم وتوفى صغيرًا، لم يحزن النبي ووالدته فقط على خبر وفاتُه، بل والمُسلمين كافة.

ليُهدئ النبي –صلى الله عليه وسلم- على ماريا أمُه ألم فقد صغيرها كان يُردد لها دومًا: إنَّ له مُرْضِعًا في الجَنَّةِ، وقد دُفن في البقيع.

لا يفوتك أيضًا: آيات قرآنية عن النبي محمد

ثانيًا: أبناء النبي من الإناث

إن الإناث هبة من الله تعالى، وقد قدمهُن على المنة بالذكور، وقد رزق الله تعالى نبيه مُحمد بأربعة من البنات كانوا خير البنات والزوجات، وعلى المُسلمات الاحتذاء بهُم.

1- زينب بنت محمد

أولى أبناء النبي من الإناث، وأكبر أخواتِها، تزوجت قبل بعثة النبي –صلى الله عليه وسلم- من أبي العاص ابن خالتها، كان رجل على خُلقٍ عالٍ.

حينما سافر في مُهمة وعاد مرة أخرى أخبرته زينب أنها قد أسلمت وأعلنت إسلامها، تقبل الأمر ولم يُناقشها، ولكن لم يُغير هذا شيء، فلم يترك دين آباؤه مُرضاةً لله ويُصبح عِبرة بين أبناء قبيلته.

لم يُفرق النبي بين زينب وزوجها وتركما طالما كانت تعيش في هناء معه، إلا أن عندما هاجر المسلمون إلى المدينة لعدم استقرار الأوضاع في مكة، ظلت زينب وأطفالها وزوجها يمكثون بها.

حدثت غزوة حينها وانتصر المسلمون، وقد أُسر أبو العاص فيها، ولكن سلمت زينب قلادتها آمله في فك أسرُه، فأمر النبي بذلك وأعاد لها قلادتها.

اتجهت زينب إلى أبيها في المدينة وتحمل في أحشائها مولود قادم.. عند عودتها صادفها بعض الرجال من قريش وأخافوها وطعنوا البعير حتى سقطت أرضًا على صخرة كبيرة.

فقدت على أثر تلك الحادثة جنينها الذي لم يكتمل، وعادت بقوتها إلى بيت زوجها وأحسن مُعاملتها ورعاها، ولكن علِم النبي وحرص على أخذ حق ابنته، فقال:

إذا لقيتُم هبَّارَ بنَ الأسودِ ونافعَ بنَ عبدِ القَيسِ فحرِّقوهما بالنَّارِ) ثمَّ قال النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (لا يُعذِّبُ بها إلَّا اللهُ ولكِنْ إنْ لقيتُموهما فاقتُلوهما).

2- رقية بنت محمد

هي ثاني أبناء النبي محمد صلى الله عليه وسلم من الإناث ولدت في العشرين هجريًا، أي قبل بعثة النبي، بنت السيدة خديجة رضي الله عنها.

قد خُطبت رقية لعتبة ابن عم النبي أبي لهب، وتزوجا وعاشا هانئين لفترة، ولكن حينما علِم ببعثة النبي طلقها، إلا أن الله تعالى منّ على رقية بعقد قرانها على عثمان بن عفان رضي الله عنه.

كان عُثمان من أوائل من آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم، ومن العشرة المبشرين بالجنة، وكانت تعيش رقية معه في أمان واطمئنان لِما عوضها الله به.

كانت الأوضاع في مكة غير مُستقرة، لذا قرر عُثمان الهجرة برقية إلى الحبش مما تسلل الحزن إلى قلبها، حتى عادوا عندما استقرت الأوضاع.

حين رجوعها كانت فارقت السيدة خديجة الحياة، مما أحزنها حزنًا شديدًا، وحينما كان يجهز النبي لغزوة بدر مرضت رقية، فطلب النبي من عُثمان أن يبقى بجوار زوجته ورعايتها.

عند رجوع النبي من الغزوة تلقى خبر وفاة ابنته بعد مُعاناة عثمان معها ورعايتها، ولكن استرد الله أمانته.

3– أم كلثوم بنت محمد

ثالث بنات النبي صلى الله عليه وسلم، خُطبت لعُتيبة ابن أبي لهب، وقد عُقِد قرانهُما، ولكن عندما أخذ النبي قرار البعثة طلقها عُتيبة قبل الدخول بها، فنزل قوله تعالى:

تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ“، لكن بعد وفاة أختها رُقية أقبلت على الزواج من عُثمان بن عفان، استمر زواجهما لستة سنوات، ولكنها لم تنجب، كانت حريصة على تربية أبناء أختها.

حينما تزوج عُثمان من أم كلثوم أُطلق عليه لقب “ذي النورين”، رأت أم كلثوم مسيرة انتشار الدعوة والإسلام، وتوفيت في التاسعة هجريًا، وهي الابنة التي نزل النبي قبرها.

4- فاطمة الزهراء

هي أصغر أبناء النبي من الإناث، أُطلق عليها لقب “أم أبيها” لأنها كانت تعتني به وترعاه، أما عن لقب الزهراء فيرجع لأنها كانت بيضاء الوجه، حسنة وجميلة.

كانت تعتاد السيدة خديجة على إرسال كافة أبنائِها إلى مُرضعات لتُرضعهُم، لكن حينما منّ الله عليها بفاطمة قبل البعثة بخمسة سنوات لم تُرسلها كأخواتها.

فإن فاطمة كانت تُشبه أبيها كثيرًا في الشكل والهيئة ولهذا لم تُرسلها، وقد قالت فيها: “ما رأَيْتُ أحَدًا كان أشبَهَ كلامًا وحديثًا برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن فاطمةَ“.

تزوجت فاطمة من علي بن أبي طالب، كان يكبرها بخمسة أعوام، ومنّ الله عليها وقر عينها بالحسن والحُسين ومُحسن وأم كلثوم وزينب، وقد سماهم الرسول عليه الصلاة والسلام.

فعن عليّ -رضي الله عنه- قال: “لما وُلِدَ الحسنُ سميتُه حربًا، فجاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فقال: أرُوني ابني، ما سميتمُوه؟ قلنا: حربًا، قال: بل هو حسنٌ، فلما وُلِدَ الحسينُ فذكر مثلَه، وقال: بل هو حسينٌ، فلما وُلِدَ الثالثُ قال مثلَه وقال: بل هو محسنٌ“.

لحقت فاطمة بأبيها بعد مرور ستة أشهر فقط على وفاتُه، ودُفِنت ليلًا، وقد أدخلها زوجها علي بن أبي طالب.

وراثة النبوة من الأبناء

قر الله أعين نبيه بثلاثة من الذكور مراعاةً لحاجته الإنسانية، ولاكتمال الفطرة البشرية، فلخلق حكمة في ذلك لا يعلمها سوى الله تعالى.

لكن أذن الله لحكمةِ ما أن يُفارقوا الثلاثة أبناء في صِغرهم، لم يحزن النبي على قدر من البلاء لأنه يعلم أن في هذا الأمر حكمة من الله تعالى يُريد إيصالها.

كانت إحدى جوانبها هو ألا يعتقد الناس أن النبوة تورث كما غيره من الأنبياء الذين ورثوا النبوة بعد وفاتهِم، مثل النبي إبراهيم.

كما كان في ذلك تعزية لهؤلاء الأشخاص الذين فقدوا أبنائهم في سن صغير، وليروا كيف صبر النبي على فقدان أبنائه الثلاثة على رغم أنها من أشد الابتلاءات.

قد روىَ سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: قلتُ يا رسولَ اللهِ أيُّ النَّاسِ أشدُّ بلاءً قالَ الأَنبياءُ ثمَّ الأَمثلُ فالأَمثلُ؛ يُبتلَى الرَّجلُ علَى حسَبِ دينِهِ، فإن كانَ في دينِهِ صلبًا اشتدَّ بلاؤُهُ، وإن كانَ في دينِهِ رقَّةٌ ابتليَ علَى قدرِ دينِهِ، فما يبرحُ البلاءُ بالعبدِ حتَّى يترُكَهُ يمشي علَى الأرضِ وما علَيهِ خطيئةٌ“.

لا يفوتك أيضًا: تعامل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع زوجاته

ترتيب زوجات النبي

أبناء النبي محمد صلى الله عليه وسلم

قد منّ الله تعالى النبي بأبناء من الذكور والإناث، وكان هذا من خديجة رضي الله عنها وماريا، ولكن هذا لا يعني أنهن زوجاته فقط بل هُم 11

تعددت الأقوال ما بينهن في ترتيب الزواج، فانقسموا إلى رأيين الأول بالاعتماد على الزواج، والآخر من دخل بهن فقط في عقد النكاح، ولكن جاء رأي الدخول بهن على مُحدد.

خديجة بنت خويلد
سودة بنت زمعة
عائشة بنت أبي بكر
حفصة بنت عمر بن الخطاب
زينب بنت خزيمة
أم سلمة
زينب بنت جحش
جويرية بنت الحارث
صفية بنت حُييّ
أم حبيبة
ميمونة بنت الحارث

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الشخص الوحيد الذي ترك أثر في تاريخ الإنسانية دينيًا ودنيويًا، فلم يأت مثله حبيب الله والمُسلمين وهكذا أبنائُه.

إغلاق