تعرف على المقاصد القرآنية في سورة النساء وفضل تلاوتها
تعرف على المقاصد القرآنية في سورة النساء وفضل تلاوتها عبر موقع محتوى, سورة النساء من أعظم سور القرآن الكريم حيث انها تضمنت العديد من المقاصد القرآنية، وهي من أطول سور القرآن الكريم عدد آياتها مائة وست وسبعون نزلت هذه الآيات العظيمة في المدينة المنورة
ولم يختلف أي من المفسرون على ذلك ،ذكرت ستنا عائشة في احدى الأحاديث التي رواها عنها البخاري انه ما أنزل الوحي بسورة البقرة والنساء إلا وسيدنا النبي صل الله عليه وآله وسلم عندها، سورة النساء ترتيبها الرابع بالنسبة لسور القرآن الكريم.
سورة النساء الكبرى
أطلق على هذه السورة العظيمة اسم سورة النساء وليس لها أي اسم اخر حسب ما أكد المفسرون، وقد تطرق الفيروز آبادي في احدى كتبه وهو بعنوان “بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز” إلى تسمية رابع سور القرآن الكريم باسم سورة النساء الكبرى أما سورة النساء الصغرى هي سورة الطلاق، أما عن سبب تسمية هذه السورة بهذا الاسم هو أن هذه السورة تحتوي على عدد من الأحكام المتعلقة بالنساء، والان تعرف معنا أخي المسلم على فضل تلاوة سورة النساء والدروس المستفادة منها.
فضل تلاوة سورة النساء
سورة النساء مدنية وهذا يعني أنها نزلت بعد الهجرة النبوية الشريفة الى المدينة المنورة، تضمنت هذه السورة العديد من الأحكام التي احكام الشريعة الاسلامية واغلبها خاصة بالنساء، وقد ورد في فضل تلاوتها الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة يمكنكم الاطلاع عليها في نهاية المقال(1).
المقاصد القرآنية في سورة النساء
كما أوضحنا لكم من قبل أن سورة النساء تتضمن مجموعة من المقاصد القرآنية ولابد ان نعلمها جيدا حتى نعرف الغرض الاساسي من نزول هذه الآيات الشريفة وإليكم اهم هذه المقاصد تابع معنا وهي كالاتي:
- أوضح الله عز وجل من خلال آيات القرآن الكريم بوجه عام ان التوحيد الخالص وعبادة الله وحده لا شريك له اساس المجتمع الاسلامي، ينفرد الله عز وجل بالعبودية والربوبية لابد أن نخلص لله عز وجل نعبده وحده.
- أوضحت الآيات أن الاسرة المسلمة هي أساس المجتمع الإسلامي ولا يمكن للمجتمع أن يقوم وينجح بدون ان تصلح هذه الأسرة المسلمة.
- ركزت الآيات في سورة النساء على مجموعة من الأحكام الشرعية التي لا يقوم المجتمع الإسلامي إلا بها، ومن أهم هذه الأحكام العدل بين الناس هل يمكنك أن تتخيل حال المجتمع إذا خلي من الظلم هذا بالإضافة الى ان الآيات أكدت على ضرورة اداء الامانات الى اهلها.
- كما بين الله عز وجل من خلال انسياق العبارات في أسلوب بلاغي رائع العديد من الأحكام التي تتعلق بحقوق الأرحام والتحذير من أكل أموال اليتامى بالباطل وحذر الله عز وجل من التساهل في هذه الأحكام ولم تأتي هذه الاحكام رغبة في مشقة المسلم إنما جاءت من أجل ضبط المجتمع الإسلامي.
- تعلمنا الآيات ان الايمان بالله عز وجل والتقرب إليه بالأعمال الصالحة هو السبيل الوحيد للنجاة في الآخرة ليس بالأماني بالانتساب الى أحد الانبياء او الاديان السماوية وذلك لقوله عز وجل في الآية 123 من سورة النساء.(2)
الآيات والأحاديث الواردة بالمقال
(1) ما رواه البخاري ومسلم عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: (اقرأ علي)، قلت يا رسول الله: أقرأ عليك، وعليك أُنزل؟ قال: (نعم)، فقرأت سورة النساء، حتى أتيت إلى هذه الآية: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} (النساء:41)، قال: (حسبك الآن) فالتفتُ إليه، فإذا عيناه تذرفان.
وروى الطبراني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: (إن في النساء لخمس آيات ما يسرني بهن الدنيا وما فيها، وقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما} (النساء:31)، وقوله: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما} (النساء:40)، وقوله: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} (النساء:48)، {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما} (النساء:64)، وقوله: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما} (النساء:110). قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
وروى القاسم بن سلام في كتابه (فضائل القرآن) عن سعيد بن جبير، قال: قال لي عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (من قرأ البقرة وآل عمران والنساء في ليلة، كان أو كُتب من القانتين).
وروى الدارمي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: (من قرأ آل عمران فهو غني، والنساء محبِّرة). ومعنى: محبِّرة: مزيِّنة.
(2) قوله سبحانه: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا} (النساء:123).