ما هو مرض جدري القرود وكيف ينتشر بين البشر

كيف ينتشر جدري القرود بين البشر الفيروس الخطير الذي أرعب الكثيرون في دول العالم الغربي، خاصةً بعد اكتشاف أمريكا 4 حالات مصابة بهذا النوع النادر من الجدري، والذي أُعلن عام 1980م أنه تم القضاء عليه، لكن ما سبب عودة هذا المرض مرة أخرى؟ وما هي أعراضه، وكيف ينتقل بين البشر؟ هل هو مُميت، أم يمكن الشفاء منه؟ وما حقيقة أنه ينتشر بين فئة المثليين فقط؟ كل هذا وأكثر سوف نحدثكم عنه خلال السطور التالية.

العناوين الرئيسية

كيف ينتشر جدري القرود بين البشر

بعد انتشار الخبر المرعب في تفشي هذا الفيروس بين عدد من الأشخاص ليس بالقليل، فوجئنا جميعًا بصحيفة بريطانية شهيرة اسمها “ديلي ميل” تذكر أن السبب في انتشار العدوى يعود لمهرجان أقيم مؤخرًا في منطقة جزر الكناري، والذي اقتصر الحضور فيه على فئة معينة من الأشخاص ذوي علاقات شاذة، وقدر عدد الحاضرين نحو 80000 شخص.

واكتشفوا أن عدد كبير من المصابين بالجدري على الرغم من اختلاف جنسياتهم ما بين إسبانية، وأمريكية، وإيطالية، وفرنسية وكذلك ألمانية، إلا أنه تم اكتشاف أنهم جميعًا كانوا من ضمن حاضري مهرجان المثليين “ماسبالوماس برايد”.

وأن الإصابة تفشت بين فئة المثليين دون غيرهم من المواطنين، إلى جانب أن معظم المصابين ثبت بالأدلة أنهم كانوا من ضمن الحضور.

أما عن طرق انتشار المرض والإصابة به فهو يتمثل في النقاط التالية:

لمس أو التواصل جنسيًا مع أحد المصابين.
وصول رذاذ شخص مصاب لآخر معافي عن طريق العينين أو الفم أو الأنف.
استخدام أدوات لمسها شخص مصاب بجدري القرود.

نبذة عن جدري القرود

ظهر هذا الجدري للمرة الأولى عام 1958م وقد انتشر فعلًا بنفس الأعراض بعد بين مجموعة قرود كانت تخضع للدراسة الطبية، وهذا سبب تسميته بذلك الاسم، أما فيما يخص مكان نشأته فقد ظهر في دول أفريقيا خاصةً في المناطق الاستوائية.

وقد انتشرت أنباء عن عودة الفيروس من جديد، وهذا حدث بعد اكتشاف عدد من الدول المتقدمة ظهور أكثر من حالة بهذا الجدري على أرضها، وتفصيل ذلك كالآتي:

أكدت الحكومة البريطانية اكتشافها نحو 20 حالة مصابة بجدري القرود على أرضها.
بينما أعلنت اسبانيا أن عدد المصابين فيها الذين تم حصرهم وصل إلى نحو 30 مصاب.
ثم اعترفت أكثر من 9 دول يؤكدون باكتشافهم حالات إصابة لديهم بجدري القرود من بينهم كندا، وفرنسا، وكذلك البرتغال.

أعراض جدري القرود

صنف الأطباء هذا المرض عام 1980م أنه نوع من الجدري لا ينتقل بشكل سريع بين الأشخاص، أما عن أعراضه فهي غير فتاكة، وقد تدوم الإصابة به ما بين أسبوعين إلى شهر كامل، ومن جانبها أعلنت وزارة الصحة العالمية أنه تم حصر نحو 80 من المصابين بهذا الفيروس بالإضافة لإخضاع نحو 50 آخرين للفحص مشكوك في إصابتهم.

أما عن أعراض هذا الفيروس بيانها كالتالي:

حمى.
صداع.
آلام في منطقة الظهر.
قشعريرة وارتعاشة في الجسد.
تظهر فقاعات كبيرة نسبيًا في جزء معين بالجسم، وفي العادة تظهر تلك التقرحات بعد الإصابة بهذا الفيروس بنحو 5 أيام إلى 3 أسابيع.
وقد تكون تلك التقرحات عددها بسيط وأحيانًا تصل إلى مئات الأعداد في الجسم.

اقرأ أيضاً: هل يوجد جدري القرود في مصر

هل فيروس القرود يهدد الدول العربية؟

يعد هذا أكثر الأسئلة ترددًا بعد اكتشاف حالات الإصابة به في عدة دول مختلفة، لكن في الحقيقة لم تقم أي دولة عربية بالإعلان عن اكتشافها أي حالة إصابة بفضل الله.

الأمر الذي دفع كثير من الدول العربية لاتخاذ مزيد من الاحتياطات الضرورية في هذه الحالة، مثل المملكة العربية السُعودية، والتي تتواصل مع منظمة الصحة بشكل دائم للوقوف على مجريات الأمر، ومعرفة ما يستجد أول بأول.

أما في المغرب فقد اتخذت الحكومة قرارًا بمنع مرور أي وافد إلى أراضيها سواء عن طريق الموانئ أو المطارات دون إخضاعه لفحص طبي شامل ودقيق.

وفي الأراضي الفلسطينية أعلنت الحكومة الإسرائيلية المحتلة اكتشافها حالة إصابة بين مواطنيها، والذي ثبت أنه قد تعامل مع رجل مصاب لهذا انتقلت إليه العدوى.

طرق التحصين ضد فيروس جدري القرود

أكدت الصحة الإفريقية أن التطعيم الذي يتم منحه للمواطنين للوقاية من المرض أثبت فاعلية كبيرة في حماية المحصن ضد الإصابة به بمعدل 85%، وهي نسبة جيدة كما نرى.

في البداية تأتي خطوة فحص المريض المشتبه في إصابته بهذا الفيروس، يتم أخذ عينة من البثور وإرسالها لمختبر يعتبر الأوحد في دراسة مثل تلك الإصابات وهو موجود في بريطانيا.

أما عن اللقاح فقد تم تطويره مسبقًا منذ 3 أعوام بمعرفة شركة طبية بالدنمارك اسمها “Bavarian Nordic” وقد تم اعتماده على أنه أصبح قادرًا على العلاج من المرض إلى جانب الوقاية منه كذلك.
وحتى يتم الاستفادة بشكل كامل من هذا التطعيم المطور، لابد أن يُحقن به المريض بعد إصابته بالفيروس ب 4 أيام على الأقل، ويمكنه الحقن به خلال أول 15 يوم من الإصابة.

كيف يتم الإصابة بمرض جدري القرود

ينتقل هذا المرض بالمخالطة مع الشخص المصاب بالفيروس عن طريق المجرى التنفسي أو العينين أو الأنف أو تشققات الجلد، كما يُنقل إلى الإنسان كذلك عن طريق حيوان مصاب بالعدوى كاَلقرود والسناجب والجرذان أو من خلال الأسطح والأشياء الملوثة.

التغلب على مرض جدري القرود

لا يوجد علاج لهذا الفيروس حتى الآن، ولكن للتقليل من انتشاره يؤخذ مضاد جدري الماء، وقد تم إثبات فاعليته بنسبة 85%، ولا يزال يستخدم حتى الآن، وتقوم هيئة الصحة العامة بمراقبة الأشخاص المخالطين والمصابين بالمرض، وتقديم كافة الإرشادات والتوعية والنصائح الطبية على أكمل وجه.

لقد زادت الأمراض والفيروسات في عصرنا الحالي، ولعل من أهمها مرض جدري القرود الذي بات يزداد يوماً بعد يوم، لذلك من الضروري معالجة هذه الأمر من خلال تقديم التوعية الجيدة للمواطنين من قِبل الحكومة، وضرورة الالتزام بالإرشادات، للتمتع بحياة سليمة وصحية.