هل الجيوب الأنفية تسبب وسواس وخوف
هل الجيوب الأنفية تسبب وسواس وخوف؟ وما هو السبب وراء الربط بين التهاب الجُيوب الأنفية والصحة النفسية؟ لا خلاف على كون التهاب الجُيوب الأنفية يُعتبر واحدًا من أكثر صور الالتهابات شيوعًا وانتشارًا على الإطلاق باختلاف الأسباب والوتيرة، ولكن هل تتطرق أعراضه إلى ما هو أبعد من الشُعور البدني والانزعاج؟ .
هل الجيوب الأنفية تسبب وسواس
الجُيوب الأنفية تُعتبر من صور الفراغات المُجوفة التي تتواجد داخل العظام الخاصة بالوجه والرأس، وبالتحديد داخل العينين وخلف عظام الوجنتين من ناحية الجبهة، ومن الجدير بالذكر كون هذه الفراغات والفجوات تقوم بعدد كبير من الأدوار الهامة أبرزها صناعة المُخاط.
المُخاط المُصنع في هذه الجُيوب يُساهم بشكلٍ كبير في المُحافظة على الرطوبة الخاصة بالأنف والحد قدر المُستطاع من الجفاف أو التعرض للاضطرابات الناتجة عن الغُبار وغيرها من المواد المُسببة للحساسية والتي تتطاير في الهواء بشكلٍ عام.
أما فيما يخُص التهاب الجُيوب الأنفية فيُمكن التعبير عنه بكونه من صُور الحالات المرضية التي تنتج في المقام الأول بسبب تورمات تُصيب الأنسجة المُبطنة لهذه الفراغات المُجوفة المعروفة باسم الجيوب الأنفية.
مع العلم أن هُناك عدد كبير من الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بهذا النوع من الالتهابات، والحديث هُنا يشمل كُل من:
- المُعاناة من نزلات البرد الشائعة.
- الالتهاب التحسسي للأنف، وخاصةً النوع الموسمي منه الذي ينشط في الربيع بسبب حُبوب اللقاح التي تتناثر في الجو.
- المُعاناة من الزوائد الجلدية في الأنف أو ما يُعرف باسم اللحمية وسلائل الأنف.
- انحراف الحاجز الأنفي وهو اضطراب في التجويف الأنفي.
لكن هل من المُمكن أن يرتبط هذا النوع من الالتهاب بالصحة النفسية ؟
في واقع الأمر هُناك عدد كبير من الأبحاث والدراسات التي جاء فيها أن من يُعانون بشكلٍ دوري من التهاب الجُيوب الأنفية أكثر عُرضة لنسبة 50% للمُعاناة من الاكتئاب، التوتر بالإضافة إلى القلق وغيرها من الاضطرابات الذهنية والنفسية، وكُلما زادت حِدة الأعراض زاد الأثر السلبي للالتهاب على الجانب النفسي.
لا يفوتك أيضًا: دواء كلارينيز لعلاج التهابات الجيوب الأنفية Clarinase
العلاقة بين الجيوب الأنفية والصحة النفسية
هُناك دراسة حديثة تم نشرها في مجلة صحة الأذن، الأنف والحُنجرة في مطلع عام 2020 وتحديدًا في شهر فبراير شباط من هذا العام، وقد خضع لهذه الدراسة ما يصل في المُجمل إلى 120 حالة تقريبًا من المرضى الذين ظهرت عليهم أعراض التهاب الجُيوب الأنفية الآتي ذكرها:
- الشُعور بألم وضغط في الوجه.
- انسداد الأنف ومجرى التنفس.
- فقدان القُدرة على الشم.
- سيلان الأنف.
- السُعال.
- احتقان الأنف والحلق.
- المُعاناة من الحُمى.
- اضطراب القُدرة على التنفس.
- آلام في الأسنان.
- الشعور بالتعب والإعياء العام.
مع العلم أن بعض الحالات المُتقدمة عانت من ظُهور إفرازاتٍ سميكة من الأنف ذات لونٍ أصفر أو أخضر، ووفقًا لهذه المُتغيرات وشِدة المُعاناة من الأعراض تم تصنيف هذه الحالات البالغة 120 حالة، وقد كان الهدف الرئيسي من التجربة العمل على قياس مُستويات القلق، الوسواس والخوف.
تم ذلك عن طريق استبيانات تُعرف باسم استبيان الإدراك الخفيف ACQ واستبيان أحاسيس الجسم والمعروفة باسم BSQ، وقد أظهرت النتائج في نهاية المطاف كون الحالات التي عانت من أعراض أكثر حِدة بسبب انسداد الأنف بفعل التهاب الجيوب الأنفية كانت أكثر عُرضة للمُعاناة من القلق.
لا يفوتك أيضًا: علاج الجيوب الأنفية بالملح
تفسير العلاقة بين الجيوب الأنفية والوسواس
أجابت الدراسة بالإيجاب عن سؤال هل الجيوب الأنفية تسبب وسواس وخوف، ولكن التفسير الرئيسي لهذا الأمر لا يُعد دقيقًا إلى حدٍ كبير، وعلى الرغم من ذلك إلا أن هُنا عاملان رئيسيان يتم توجيه أصابع الاتهام لهُما وهُما كثرة التفكير والتركيز على الأعراض بالإضافة إلى ضعف عملية التنفس.
ذلك نتاج انسداد الأنف الذي يتسبب في انخفاض كفاءة الجهاز التنفسي وكمية الأُكسجين التي تصل على إثر ذلك إلى الدماغ، وهو ما يُشعل فتيل الهلع والخوف لكون الدماغ غير قادر على السيطرة على الجسم وإرسال أو استقبال الرسائل العصبية للعمل على تفسيرها ومن ثُمَّ إطلاق الأوامر المُناسبة على إثر ذلك.
فيحدث اضطراب كبير على الناحية الذهنية يُسبب الوسواس، الخوف والتوتر، وقد جاءت بيانات الدراسة وفقًا للسن والجنس لأكثر حالات التهاب الجيوب الأنفية عُرضة للإصابة بالقلق والتوتر على النحو التالي:
تقسيم الحالات من سن 20 وحتى 30 سنة | |
الرجال بنسبة 43.6% | السيدات بنسبة 56.4% |
تقسيم الحالات من سن 30 فما أكثر | |
الرجال بنسبة 35.1% | السيدات بنسبة 64.9% |
من الجدير بالذكر أن بعض الدراسات الأُخرى ربطت بين التهاب الجيوب الأنفية وبين الاضطرابات النفسية من حيث فكرة تدني جودة الحياة في حال ما تم المُعاناة من التهاب الجُوب الأنفية لفترات زمنية طويلة، وهذا يؤثر سلبًا بطبيعة الحالة على الصحة النفسية، الحياة الاجتماعية، الجانب المعرفة بالإضافة إلى الأداء البدني.
كافة هذه الأمور لها القُدرة بشكلٍ كبير على الإضرار بالصحة النفسية، فمن المعروف أن البشر بشكلٍ غريزي يُحبون أن يكونوا مُنتمين إلى مجموعة وفئة من الناس، ولكن عدم قُدرتهم على القيام بكافة الأنشطة التي تقوم بها هذه المجموعة كثيرًا ما يحول دون بلوغهم هذه المرحلة.
علاج التهاب الجيوب الأنفية
العديد من الدراسات التي تطرقت إلى البحث عن إجابة لسؤال هل الجيوب الأنفية تسبب وسواس وخوف سردت بعضًا من السُبل والوسائل العلاجية التي يُمكن من خلالها العمل على الحد من الاضطرابات التي تُصاحب التهاب الجيوب الأنفية.
الحديث هنُا يشمل عن الاضطرابات المُتمثلة في الأعراض البدنية والذهنية الخاصة بهذه الحالة المرضية، وقد وجب التنويه إلى وجود عدد كبير في واقع الأمر من البرامج والجداول العلاجية التي يُعد اللجوء إليها مُمكنًا في سبيل العلاج، ويتم اختيار هذه البرامج وفقًا لتصنيف الالتهاب الذي يأتي على النحو التالي:
1- الالتهاب البسيط للجيوب الأنفية
يُمكن القول إنك تُعاني من التهاب بسيط في الجيوب الأنفية في حال ما كُنت مُصابًا بعدوى بسيطة في الجهاز التنفسي، ويتم علاج هذا النوع من الالتهابات عن طريق استعمال غسول للأنف يشتمل على محلول ملحي.
فيُعرف عن هذا النوع من العلاجات كونه فعالًا إلى حدٍ كبير في الحالات التي يحتقن فيها الأنف وتُسد فيها المجاري الهوائية الخاصة به، مع العلم أنه يُمكن اتباع بعض النصائح والإرشادات التي لها القُدرة على تعزيز العلاج وتسريع عملية الشفاء والتعافي، والحدث هُنا يشمل كُل ما يلي:
- استعمال الكمادات الدافئة على الوجه والأنف لتسكين الآلام والتقليل بشكلٍ فعال من حدتها.
- شُرب السوائل في سبيل الحفاظ على ليون المُخاط وترقق القوام الخاص بالسائل المُخاطي.
- استعمال قطرات الأنف الآمنة في المنزل، والتي غالبًا ما تكون مُكونة من مياه نقية مالحة ومُضادات للالتهاب.
- استعمال البخاخات المنزلية المُزيلة للاحتقان.
*لا يُنصح على الإطلاق بأخذ هذا النوع من البخاخات إلا بوصفة طبية وبعد استشارة المُعالج*
لا يفوتك أيضًا: أفرين Afrin مزيل لإحتقان الجيوب الأنفية
2- الالتهاب الحاد للجيوب الأنفية
الحالات الحادة للالتهاب الجيوب الأنفية غالبًا ما تكون ناتجة عن التعرض لصورة من صور العدوى الفيروسية الحادة أو غيرها من صور العدوات الفطرية، وعلى إثر ذلك يتم وصف العلاجات وفقًا لنوع العدوى والسبب الذي عانى المرء من التهاب الجيوب الأنفية على إثره، وغالبًا ما تأتي العلاجات على النحو التالي:
سبب الالتهاب | العلاج المُناسب |
حساسية | مُضادات الهيستامين |
فطريات | مُضادات للفطريات |
نقص المناعة | الجلوبيولين المناعي والمُكملات الغذائية |
التهاب مُزمن في الجيوب الأنفية | مُضادات حيوية |
من الجدير بالذكر أن هُناك بعض الأبحاث والدراسات التي حاولت الإجابة عن سؤال هل الجيوب الأنفية تسبب وسواس وخوف قامت بالربط بين الحالة النفسية وهذا الالتهاب من ناحيةٍ أُخرى ألا وهي كون شدة القلق والتوتر أو الخوف أمور قد تتسبب في الإصابة بالاتهاب الجيوب الأنفية نظرًا لتسببها في ارتفاع ضغط الدم وضعف الجهاز المناعي.