هل تحليل الدم الشامل يكشف الإيدز وماذا يظهر في تحليل الدم الشامل؟
هل تحليل الدم الشامل يكشف الإيدز؟ وما هي المؤشرات التي لهذا النوع من التحاليل القُدرة على إظهارها وإلامَّ تُشير؟ لا شكَّ في كون التحليل الشامل للدم يُعتبر صور التحاليل التي تتربع على عرش التحاليل الأُخرى التي يتم على إثرها تفحص الدم، ولكن إلى أي مدى يُمكن الاعتماد عليه في الكشف عن الأمراض الخاصة بالمناعة؟ تُجيبكم سطورنا الآتية.
هل تحليل الدم الشامل يكشف الإيدز
يُعتبر الإيدز أو ما يُعرف في عالم الطب باسم مُتلازمة نقص المناعة المُكتسب ( Acquired immunodeficiency syndrome (AIDS)) من صور الحالات المرضية التي كثيرًا ما يتم وصفها بكونها مُزمنة ولها القُدرة على التسبب في مُضاعفات كبيرة قد تصل إلى حد الوفاة.
يرجع السبب الرئيسي وراء ذلك إلى كون هذا النوع من الحالات المرضية يتسبب بشكلٍ كبير في التأثير على جهاز المناعة لدى البشر والعمل على إتلافه، وهو ما يُقلل إلى حدٍ كبير من قُدرة الجسم على مُكافحة صور العدوى والأمراض مهما كان درجة قوتها وحِدتها.
هذه الحالة المرضية تنتقل بشكلٍ رئيسي عن طريق الاتصال الجنسي، وفي الكثير من هذه الأحيان تُعتبر العلاقات الجنسية الشاذة والتي لا يتم اتباع الإجراءات الاحترازية والصحية فيها أبرز أسباب الإصابة بالإيدز في المقام الأول.
كما أن مُلامسة دم المريض يكون سببًا في ذلك أيضًا كما هو الحال مع مُشاركة الإبر والحقن مثل حالات الاستعمال غير المشروع للإبر المُخدرة، ومن أكثر الأمور التي تجعل هذه الحالة المرضية مُرعبة هي كونه ينتقل من الأم إلى جنينها أثناء مرحلة الحمل وعملية الولادة.
على إثر كافة هذه الاضطرابات والمخاطر المُحتملة يتم التطرق إلى طرح عدد كبير من الأسئلة والاستفسارات على رأسها سؤال هل تحليل الدم الشامل يكشف الإيدز، فهل لهذا التحليل القُدرة على القيام بذلك؟
وجب القول إن تحليل الدم الشامل لا يُعد تحليلًا خاصًا بالكشف عن إصابة المرء بمُتلازمة فيروس نقص المناعة المُكتسب، ولكن لهذا التحليل القدُرة على الكشف عن نسبة الأجسام المُضادة لهذا الفيروس، وارتفاع نسبتها في الدم غالبًا ما يكون إشارة مبدئية تنُم عن المُعاناة من الإيدز، وتُساهم كُل من العوامل الآتية في الكشف عن ذلك وفقًا للتحليل:
1- تعداد كُريات الدم الحمراء
خلايا الدم الحمراء تُعتبر واحدةً من أبرز وأهم المُكونات التي تتواجد في الدم بشكلٍ عام، ويرجع السبب وراء ذلك إلى كونها المسؤولة بشكلٍ رئيسي عن عملية نقل الأكسجين من الرئتين إلى كافة أنحاء وأرجاء خلايا الجسم الأُخرى.
كما أنها تقوم بحمل الفضلات التي تعمل الخلايا على إطلاقها عند إنتاج الطاقة وهو ما يُعرف بغاز ثاني أُكسيد الكربون لتوصله إلى الرئتين، وهو ما يُساهم في خُروجه فيما بعد أثناء عملية الزفير.
يعني ذلك أن هذا النوع من خلايا الدم ومُكوناته مسؤول إلى حدٍ كبير عن الطاقة وسلامة عملية التنفس على حدٍ سواء، ويكشف التحليل الشامل عدد هذه الخلايا، مع العلم أن انخفاض العدد الخاص بها قد يكون إشارة على الإصابة بمُتلازمة فيروس نقص المناعة المُكتسب ليُجيب بالإيجاب عن سؤال هل تحليل الدم الشامل يكشف الإيدز أم لا.
كشف كُريات الدم الحمراء عن الإصابة بالإيدز يرجع إلى كون هذا النوع من الفيروسات كثيرًا ما يتسبب في تغير السيولة الخاصة بخلايا الدم الحمراء وما تشتمل عليه من أغشية لمفية، وتؤثر بالتبعية على نشاط البروتين الغشائي ونقل الكالسيوم عبر الغشاء.
كافة هذه العوامل تتسبب في بشكلٍ رئيسي في إحداث خلل كبير في استقرار غشاء كُريات الدم الحمراء، وهو ما يتسبب في نهاية المطاف في المُعاناة من فقر الدم، وذلك يظهر في تعداد الكُريات الحمراء وفقًا لتحليل الدم الشامل.
المُعدل الطبيعي لتعداد كُريات الدم الحمراء | |
عِند الذُكور | من 4.3 وحتى 5.9 مليون كُرية دم حمراء في كُل مم3 |
عِند الإناث | من 3.5 وحتى 5.5 مليون كُرية دم حمراء في كُل مم3 |
من الجدير بالذكر أن هُناك تعداد مُرتبط بخلايا أو كُريات الدم الحمراء يُعرف باسم تعداد الهيماتوكريت، وهذا التعداد بشكلٍ مُختصر يعمل على قياس النسبة المئوية من كُريات الدم الحمراء في خلايا الدم ككُل، ويضطرب هذا العدد كثيرًا في حال ما أُصيب المرء بمُتلازمة فيروس نقص المناعة الذاتي.
النسبة المئوية الطبيعية لكُريات الدم الحمراء في الدم | |
عِند الذُكور | من 41 وحتى 53% من إجمالي مُكونات الدم |
عِند الإناث | من 36 وحتى 46 من إجمالي كُريات الدم |
لا يفوتك أيضًا: هيئة الأدوية والأغذية توافق على دواء من عقارين لعلاج الإيدز
2- تعداد كُريات الدم البيضاء
خلايا الدم البيضاء تُعتبر الأجزاء والعناصر النشطة للجهاز المناعي في الجسم، فتتواجد على إثر ذلك في الدم والأنسجة الليمفاوية على حدٍ سواء، ويرجع السبب وراء شُحوب لونها مُقارنةً بكُريات الدم البيضاء إلى خُلوها من هيموجلوبين الدم لعدم قُدرتها وفقًا للتركيب الخاص بها على حمله.
في إطار الإجابة عن سؤال هل تحليل الدم الشامل يكشف الإيدز أن أبرز ما يتم النظر إليه في هذا النوع من التحاليل لمعرفة مدى الإصابة بالإيدز من عدمه هو التعداد الخاص بكُريات الدم الحمراء، ويرجع السبب وراء ذلك إلى كون هذه الخلايا تُعتبر حائط الصد الأول للجسم.
فهي التي تُساهم في مُحاربة العدوى وغيرها من صور الأمراض، ولها عدد كبير من الأنواع في واقع الأمر، مع العلم كون ظُهورها بعدد يفوق الحد الطبيعي كثيرًا ما يتم اعتباره إشارة أولية إلى احتمالية الإصابة بنوعٍ من أنواع الالتهاب وغيرها من الأمراض، وذلك لكون ارتفاع العدد يعكس قيام الجسم بمُحاولة مُقاومة العدوى.
لكن مُتلازمة فيروس نقص المناعة المُكتسب تتعارض مع غيرها من صور العدوى، وعلى إثرها يحدث انخفاض في تعداد كُريات الدم البيضاء لكونه يعمل على تدمير بعض أنواعها، والأمر سيان في حالة الإصابة بأمراض أُخرى تُثبط نُخاع العظم وتقتل الخلايا البيضاء للدم.
الحديث هُنا عن الإيدز وسرطان الغُدد الليمفاوية بشكلٍ رئيسي، وكُل ذلك يجعل كُريات الدم البيضاء من أبرز ما يتم النظر إليه في تحليل الدم الشامل في إطار معرفة ما إذا كان المرء يُعاني من حالة صحية ما من عدمها.
المُعدل الطبيعي لتعداد كُريات الدم البيضاء | |
عِند الذَكور | من 4,500 وحتى 11,000 كُرية دم بيضاء في كًل مم3 |
عِند الإناث |
3- نسبة الصفائح الدموية في الدم
تُعتبر الصفائح الدموية واحدةً من أبرز صور الخلايا المُكونة للدم، ويُعرف عنها كونها عديمة اللون، والغرض الرئيسي منها هو المُساهمة في العمل على بدء عملية تجلط وتخثُر الدم في سبيل وقف النزيف حال حُدوثه.
وتتم هذه الآلية عن طريق تلاصق هذه الصفائح مع بعضها البعض والعمل على تكتُلها لتكون سدادات لثقوب الأوعية الدموية.
مع العلم كون ما يُشكل حلقة الوصل هُنا بين هذه الخلايا عديمة اللون وبين تحليل الدم الشامل والكشف عن الإيدز هو أن التعداد الخاص بهذه الخلايا ينخفض بشكلٍ كبير في حال ما عانى المرء من أمراض المناعة الذاتية مثل سرطان الدم، اضطرابات الجهاز المناعي بالإضافة إلى فيروس نقص المناعة الذاتي بكُل تأكيد.
لذا يتم الاطلاع على نسبة هذه الخلايا في الدم عند إجراء الفُحوصات، وهو ما يُجيب بشكلٍ واضح بنعم عن سؤال هل تحليل الدم الشامل يكشف الإيدز أم لا.
المُعدل الطبيعي لتعداد الصفائح الدموية | |
عِند الذَكور | من 150,000 وحتى 400,000 خلية في كُل مم3 |
عِند الإناث |
لا يفوتك أيضًا: أحدث طرق علاج مرض الإيدز
4- نسبة هيموجلوبين الدم
كثيرًا ما يتم الحديث عن هيموجلوبين الدم بكونه واحدًا من أبرز صور المُكونات التي تدخل في تركيب الدم بشكلٍ عام، ويتواجد هذا البروتين داخل كُريات الدم الحمراء، مع العلم كونه هو ما يقوم بإكسابها هذا اللون في المقام الأول.
كما يُعد العُنصر الذي يكمُن وراء قُدرة كُريات الدم الحمراء على حمل الأُكسجين، وهُناك علاقة وطيدة ومُتبادلة في واقع الأمر بين نسبة الهيموجلوبين في الدم وبين مُتلازمة فيروس نقص المناعي الذاتي والمعروف اصطلاحًا باسم الإيدز، وهذه العلاقة تُجيب بالإيجاب التام عن سؤال هل تحليل الدم الشامل يكشف الإيدز.
فانخفاض نسبة الهيموجلوبين “نظرًا للمُعاناة من أنيميا الحديد وافتقار الجسم له” تجعل فكرة إصابة المرء بفيروس نقص المناعة الذاتي أمرًا شائعًا بشكلٍ أكبر بالمُقارنة مع الحالات التي لا تُعاني من هذا النقص، كما أن الإصابة بالإيدز قد تتسبب في مُعاناة المرء من انخفاض الهيموجلوبين.
المُعدل الطبيعي لتعداد الهيموجلوبين في الدم | |
عِند الذَكور | من 13.5 وحتى 17.5 جرام لكُل ديسيلتر |
عِند الإناث | من 12.0 وحتى 16.0 جرام لكُل ديسيلتر |
لا يفوتك أيضًا: هل يوجد علاج لمرض الإيدز؟
أعراض الإصابة بالإيدز
بعد أن تطرقنا إلى الإجابة عن سؤال هل تحليل الدم الشامل يكشف الإيدز وجب علينا الحديث عن الأعراض والعلامات الخاصة بهذه الحالة المرضية.
فعلى الرغم من أن هُناك نسبة من الحالات لا تُعاني من أيِّ أعراض في حال ما أُصيبت بالإيدز إلا أن هُناك عدد كبير من الأشخاص الذين تطرأ عليهم بعض العلامات والأعراض التي تُشير إلى مُعاناتهم من الإيدز، مع العلم أن هذه الأعراض تتشابه إلى حدٍ كبير مع أعراض نزلات البرد التي تأتي على النحو التالي:
- حُمى.
- صُداع مُتفاوت في الحِدة من النوعين الأولي والثانوي.
- آلام في العضلات والمفاصل.
- سُعال.
- التعرق أثناء الليل.
- التهاب الحلق واحتقانه.
- المُعاناة من آلام والتهابات في الفم نظرًا لاحتقانه وظُهور التقرحات فيه.
- خسارة الوزن.
- المُعاناة من الإسهال.
- انتفاخ الغُدد الليمفاوية وخاصةً على الرقبة.
- ظُهور طفح جلدي.
- التعب والإعياء العام.
- القُلاع الفموي أو ما يُعرف باسم عدوى الخميرة.
- الالتهاب الرئوي.
- ظُهور الهربس النطاقي أو ما يُعرف باسم القوباء المنطقية.
من الجدير بالذكر أنه لا يوجد إلى وقتنا الراهن طريقة يُمكن من خلالها علاج مُتلازمة فيروس نقص المناعة الذاتي أو ما يُعرف بالإيدز بشكلٍ نهائي، ولكن على الرغم من ذلك من المُمكن العمل على تناول بعض العقاقير الطبية التي لها القُدرة بشكلٍ كبير على السيطرة على هذا الفيروس في سبيل الحد من الأعراض ومنع المُضاعفات.